تقدّم الموظف نعيم توفيق شلهوب في شركة indevco بدعوى ضد الشركة الذي يترأس مجلس إدارتها النائب نعمة افرام لدى رئيس دائرة التفتيش في وزارة العمل.
يتولى هذا الموظف مسؤولية تنفيذ وضبط النظام والمخالفات وتطبيق قانون العمل اللبناني وقانون عمل شركة indevco ويسهر على القيام بعمله على أكمل وجه.
وبعد سنوات من العمل في كنف الشركة، بدأ يلاحظ مخالفات، فساد، وهدر وسوء أداء موظفين، مما تسبّب بإزعاج كبار المدراء في الشركة، ويعود السبب إلى أنّ بعض التوظيفات حصلت على أساس المحسوبيات.
فلجأ هؤلاء إلى الضغط عليه بشتى الطرق لإقالته من منصبه، علمًا أنّ هذا الموظف قد تعرّض لحوادث ضمن دوام العمل، نذكر منها وقوع بابٍ حديدي على ظهره، والتهابات شديدة في رجله من جراء ارتداء حذاء السلامة ووقوع قسطر من الحديد على رجله أيضًا، كما أصبح لديه عطل دائم.
وقد تم توثيق هذه الحوادث وتأكيدها من قبل الطبيب والجهات الطبية التي أرسلت الشركة الموظف إليها وتم إرفاقها بتقارير طبية تشير إلى وجوب عدم تعريض رجله لأي ضغط أو تعب أثناء العمل.
ولكن، بعد تفانيه من أجل الشركة، قرّروا فصله بدل إقالته، فعيّنوه مرافقًا شخصيًا لصاحب الشركة السيد نعمة فرام، وقد وافق على هذا القرار مكرهًا لكي لا يخسر عمله على الرغم من أنّ وضعه الصحي لا يسمح بذلك من جراء الإصابات التي تعرض لها في العمل في الشركة نفسها، آملًا أن يسترجع منصبه الأساسي.
أدت هذه الوظيفة الجديدة إلى نشوب بعض المشاكل مع أحد أفراد أسرة النائب افرام بعد رفض الموظف القيام ببعض المهام التي طلبها منه ولم تكن من ضمن صلاحياته. فبدأ هذا الأخير بالضغط من أجل إقالته من منصبه الجديد وتعيينه حرسًا على الشركة التي كان مسؤولًا فيها من أجل تحطيمه معنويًا.
ومجدّدًا، رضخ للأمر الواقع وقبِل بالوظيفة ولكنّه لم يكفّ عن المطالبة باستعادة وظيفته الأساسية التي سلبوها منه من دون وجه حق وبطريقة مخالفة لقانون العمل وعقد العمل الموقع بينه وبين إدارة الشركة.
بالإضافة إلى ذلك، وبحسب قول الموظف، لم يعد النائب نعمة افرام يجيب على اتصالاته الهاتفية، وذلك بعد الضغوط الذي تعرّض لها هذا الأخير من قبل الشخص نفسه من أسرته، علمًا أنّه كان يقدّر جهوده وأداءه في الشركة. حاول أشخاص آخرين من عائلة افرام التدخل لإصلاح الوضع، ولكنّ جميع محاولاتهم باءت بالفشل، فاضطروا جميعًا إلى الرضوخ لهذا الشخص.
وفي نهاية المطاف، حصل الموظف على تقرير طبي لمدّة 15 يومًا بعد تفاقم الالتهاب في رجله وتوقّفت الشركة عن دفع راتبه، بحسب ما جاء على لسانه، ما اضطره لتقديم شكوى لدى وزارة العمل. ولسخرية القدر أنّ المدّعي كان الموظّف المولج بتطبيق قانون العمل.
وتجدر الإشارة أيضًا إلى أنّ هذا الموظف يلازم منزله منذ شهور بعد أن توقفت الشركة عن دفع راتبه وأوقفت ضمانه الاجتماعي والاختياري وهو عاطل عن العمل ويتابع علاجه على نفقته الخاصة بعد أن تعرّض لعدّة حوادث أثناء دوام العمل ورفضت الشركة تحمّل أعباء علاجه.
وكل ما جاء في المقال أعلاه مذكور في الشكوى ولكن نكتفي بنشر الصفحة الأولى منها فقط للحفاظ على خصوصية الأشخاص المذكورين فيها والتكتم عن الأسماء.
مع العلم إن شركة Indevco معروفة بحسن تعاطيها مع موظفيها وأيضاً واضح جداً مدى إعجاب السيد نعمة افرام على عمل هذا الموظف بالذات ولكن الموضوع خرج من يده.
وأخيرًا، تشبه حالة هذا الموظف حالة عدد من الموظفين في لبنان في أكثر من شركة الذين يعانون من إجحاف في العمل ولكنّهم أبوا أن يلتزموا الصمت خوفًا من خسارة وظيفتهم، ولكنّهم يخضعون لضغوطات كثيرة من أجل ترك وظيفتهم وإبعادهم عن طريق موظفين آخرين ينتظرون توظيفهم على أساس المحسوبيات وليس الكفاءات. فهل بهذه الطريقة يُكافؤ الموظف المجتهد والذي يقوم بعمل على أكمل وجه ويلتزم بقانون العمل ويفضح مخالفات من شأنها إلحاق الضرر بمصلحة الشركة؟